{ ..
سـ لآم عليـ/ـكمّـ ..
وَ أمتزآجٌ الرح ـمّــة في ح ـيآتكم .. , !
كـُنْ مُستمعًا [ مُنصتًا ] جيّدًا
محاكاة لكتاب " غرباء يجمعهم الحب "
للكاتب المتألق .. [ جاك وود فورد ]
مَدخَلْ
لـِ يُقبِلَ الناسُ عليكَ بـِ لهفة .. كُنْ مُستمعًا جَيّدًا
لـِ تُلبّى مَطالِبُكَ بِكلّ سُرور وَسَعَادَة .. كُنْ مُستمعًا جَيّدًا
لـِ تُحمدَ ويُثنى عليكَ أثناءَ غيابك .. كُنْ مُستمعًا جَيّدًا
هذهِ نصيحتي لك أيّها القارئ .. قد تندهشُ ..!
بَعضَ الشئ ممّا أقول ؛ ولكن جرّب وسترى الأثر
" قلّ منَ البشَر مَن يُحمد أمامَ الثناء الذي يتضمنه الإنصات باهتمام "
عبَارةٌ للكاتبِ الأمريكي [ جاك وود فورد ] فِي كتاب
" غرباء يجمعهم الحب " لفتتْ انتباهي وَرآقتنِي كثيرًا
فأحبَبتُ أنْ تكونَ بِدايَةً لِمَا سَأخطهُ بَينَ أيديكم إنْ
شاءَ الله وذلكَ لجمالهَا وعُمقِ مَعناها .
يُسرُهُ وبَسَاطتُهلَيسَ هُناكَ منْ سِرٍ فِي أن تنجحَ وبامتيازٍ فِي كسبِ
قلبِ شَخصٍ تُقابِلهُ للوهلةِ الأولى سِوى أنْ تُصغِيَ
لحدِيثِهِ باهتِمَام .. فلا شئَ سيسرّهُ أكثرَ مِنْ ذلِكْ
شئٌ بسيط أليسَ كذلك
؟!لا يستدعِي دِرَاسَةَ أربعِ سَنواتٍ فِي أرقَى
الجامِعَاتِ الأوربيّة كـَ اكسفورد وهارفارد .
وَلَعَلّ أوضَحَ الأمثِلَة وأبرَزَهَا
.. المُعَامَلةِ بَينَ التاجِرِ وَالزبُونْ
التي ستكونُ مِحوَرَ حديثي هُنا فِي هَذا المُتَصَفحِ البَسِيطِ المتواضِع
كُلنا يَعرفُ تُجارًا يَستأجِرونَ أفخمَ المتَاجِر ويَبيعونَ بَضَائِعَهُم بأسعَارٍ
مُعتَدِلَة ، يُزوّدون مَحَالهُمْ بأكثَر اللافتاتِ جذبًا للأنظار ويُنفقونَ الأموَالَ
الطائِلَةَ عَلَى الدّعايَةِ والإعلانْ ثُمّ يَستَخدِمُونَ بَعدَ ذلِكَ بَاعَةً لا يُحسِنونَ
التصَرّف وَالإصغاءَ باهتِمَام .. لا يُجيدُونَ سِوَى فَنّ جِدَالِ الزّبَائِن ،
مُقاطَعَتَهُم وحَتى مُناقَضتهُمُ الرأي .. وقد يُغلِظونَ لهم القولَ
فيوشكونَ أنْ يُلقوا بِهمْ خَارجَ المتجَر .
قِصّةتحضُرنِي فِي هذِهِ الأثناء قصّة جَميلَة لأحدُ طَلَبَةِ مَعهَدِ العَلاقاتِ
الإنسَانيّة فِي الولاياتِ المُتحِدَةِ الأميريكيّة ويُدعَى [
دونسون ]
الذي اشترَى ذاتَ يومٍ قَميصًا منْ متجَر معروفٍ كبير بإحدى
مُقاطعاتِ ولاية نيوجيرسي "
لا تحضرني اسمها حاليًا "
وبعدَ أيامٍ اكتشفَ أنّ صَبغةَ القميص رديئة وأن لونها يتغيّر سريعًا ما إن يعرَقْ
فأخذ القمِيصَ وعادَ به إلى المَتجَر ؛ وقصدَ البَائِعَ الذي باعَهُ إيّاهُ .. وقصّ عليهِ
القصّة .. عَفوًا قد حاولَ أن يَقُصّها عليهِ لكنهُ لَم يَستَطِع فقد قاطعَ حديثَهُ البَائِع
وقالَ لقد بِعنَا المئاتِ مِنهُ وهَذِهِ أولُ شَكوى نَسمعُ بِهَا .. هَذا ما نَطقَ بِهِ لسَانه
أمّا لهجتُهُ فكانت أقبحَ بكثير ولم يَكن لها ترجَمَة إلا واحدَة من
ثلاث [
أنتَ تكذب !! .. أتظنّ أنكَ ستسرجعُ الثمن ؟! سوفَ
نَرَى لمن تكونُ الغلبة ] وكأنهم فِي حَربٍ والعياذُ بالله .
وزادَ غضبُ دونسون ما أن تدخّلَ بَائِعٌ آخر لـ يَقول .. لا يَسعنا
أن نفعلَ شيئًا حِيالَ مثلِ هذهِ السلعِ التي تُبَاعُ بثمنٍ رخِيص !!
أثقُ تمَامًا أنّ صديقنا كانَ عَلَى وشَكِ الانفجار لولا دُخُولِ رئيسِ
المَتجَر تِلكَ الأثنَاء .. ذلكَ الشخصُ الذي كسِبَ حُبّ
واحترامَ دونسون بثلاثَةِ أشيَاءٍ لا رابِعَ لها
استمعَ لهُ حتى انتهى دونَ
أن يُقاطِعَهُ بحرفٍ وأحد .
ما إن انتهى رفيقنا من حديثهِ حتى سَلّمَ
الرئيسُ بأنّ لونَ القميص قد تغيّر فِعلاً وأنذرَ
البَائِعَ ألا يبيعَ شيئًا مُماثِلاً مالم يَثِقْ مِن جَودَتِه .
سألهُ ماذا يُريدُ بعدَ اعتذارٍ لطيف وأظهَر عزمَه أن
يَفعل ما يُرضيه بَل وخيّرهُ أن يُجرّبَهَا حتّى نِهَايَة الأسبُوع
فإن لم يرضَ عنها بإمكانه إعادتها واسترجاع نقوده .
مَاذا تتوقعونَ بربّكم
؟! ما الذي حدث
؟!غادَرَ المتجَرَ راضيًا .. وما إن انتهى الأسبوع
حتى اقتنع تمَامًا ببضاعَةِ المحَل ولم يُعِدهَا أبدًا ..
تَسَاؤلْوَأنتم .. هَل اقتنعتمْ بِمَا يَجلُبُهُ لَنَا هَذا الخُلُقُ الرآقِي ؟!
أترُكُ لِكُلّ شَخصٍ مِنكُمُ الإجَابَة هُنا .. بمتصفّحِي ..!
/
/
\
\